الاثنين، 13 أكتوبر 2008

وسائل كثيرة متاحة للتقرّب من الجنس الآخر

شفاعمرو (فلسطين المحتلة) - وليد ياسين الحياة - 13/10/08//
يكاد «مجنون ليلى» يصبح ذكرى عابرة لدى بعض شبان اليوم، الذين لولا اضطرارهم لدراسة أشعاره في الأدب العربي، ربما ما عرفوا سيرته وقصة حبه الجنونية، وما خلفه من إرث شعري يشكل نبراساً للأحبة.
وفي عصر تسيطر فيه سلوكيات المباهاة والغرور، والانجراف وراء مظاهر غريبة عن مجتمعاتنا، قلما تجد شاباً يتذكر أشعار قيس بن الملوح وحبه العذري لـ «ليلى العامرية»، أو يتخذ من الشعر وكلمات الحب الرقيقة وسيلة للوصول إلى قلب فتاة أحلامه، بمقدار ما يلجأ إلى أساليب تصل الى حد الخروج عن التقاليد بل والتحرش العلني كاللمس بدل الهمس، والثرثرة بدل الاتزان والحفاظ على حدود اللياقة والمعقول.
ومن يوم إلى آخر، تتزايد وتتنوع الأساليب التي يتخذ منها شباب اليوم، ذكوراً وإناثاً، وسيلة لجذب الأنظار أو البروز، غير آبهين بالمحظورات والعادات والتقاليد. ولا يختلف الشباب الفلسطيني عن غيره في أساليب جذب الأنظار، لكن أبرزها والذي فاق حدود الضرورة وبات أشبه بالهوس، هو استعمال الهاتف الخليوي بمناسبة وبغير مناسبة، قيادة السيارات في شكل جنوني، والإتيان بحركات وأفعال تصل الى حد الإخلال بالأدب.
الساحة المجاورة للمدرسة الثانوية في إحدى المدن الفلسطينية في الجليل، تتحول كل يوم سبت إلى ما يشبه حلبة سباق السيارات. عشرات الشبان يحضرون بسياراتهم المزينة برسومات تراوح بين الرموز النارية ورموز العشق. و«يتحمسون» إلى درجة يجرون سباقات جنونية في الشارع المجاور للمدرسة، ويخاطرون بأرواحهم وأرواح المارة، كل ذلك في سبيل التباهي أمام الطالبات وجذب أنظارهن غير آبهين بما يسببونه لطلبة المدرسة وسكان الحي من إزعاج.
وتجد هؤلاء الشبان يجرون بسياراتهم في شوارع المدينة وقد انبعثت منها أصوات الموسيقى والأغاني الصاخبة المزعجة، حتى في ساعات متأخرة من الليل، وإذا ما اعترضت على أسلوبهم يردون عليك بفظاظة أو يلجأون إلى العنف. وقد لقي مواطن من قرية عبلين الجليلة مصرعه قبل مدة بعد إطلاق النار عليه من جاره الشاب، لأنه «تجرأ» وطلب من القاتل احترام قواعد السير في الحي المكتظ بالسكان.
أما الهواتف الخليوية فحدث ولا حرج، إذ ان ما يسمى بظاهرة «التجغيل» والثرثرة منتشرة في الشارع الفلسطيني في شكل غير معقول. ويصعب الالتقاء بشاب أو صبية لا يحمل جهاز هاتف خليوي، ويســــتخدمه بمــناسبة ومن دونها. والأدهى من هذا كله، استخدام كاميرات الهواتف لبث أفلام وصور يتم التقاطها بإذن أو بغير إذن من صاحبها، وتصوير الفتيات في الشارع أو في مناسبة، وبث صور محرجة لهن. وقبل سنة وقعت فتاة من إحدى قرى الجليل ضحية لصديق استغل علاقتهما الغرامية الحميمة وصورها بواسطة هاتفه، في مشاهد حرجة ووزع الفيلم عبر الرسائل القصيرة، «إس. إم. إس»، ما تسبب للفتاة وأسرتها بفضيحة أخلاقية.
وبالطبع، ليست الأمور كلها سوداوية، وأمام هذه الأساليب المزعجة تظهر أساليب رقيقة في جماليتها يتبعها الشبان لجذب الأنظار أو التقرب من الأحبة. ومنها تبادل الرسائل الرقيقة عبر الإنترنت، والمشاركة في منتديات ولقاءات شبابية، ثقافية وفنية، وفعاليات مشتركة تقرب القلوب.
ويعتبر موقع «الفيس بوك» من الظواهر المنتشرة بين شبان اليوم، حيث تجد مئات الشبان والصبايا العرب، وبينهم الكثير من الشباب الفلسطيني، الذين يتبادلون الخواطر الأدبية وقصائد الحب الحديثة بل ومواضيع سياسية من وجهة نظر شبابية. وفي استقطاب لآراء عدد من الشبان والصبايا الفلسطينيين، الذين يلتقون عبر هذا الموقع.
ولعل ما قالته سماح، يعكس هذه الروح الأخلاقية الجميلة التي يتحلى بها هؤلاء الشبان: «نفتقد في بلدنا إلى البرامج الثقافية والتربوية والنوادي المشجعة للمواهب، وأنا كمحبة للغناء وكتابة القصائد الجأ إلى هذا الموقع لنشر نتاجي، وردود الفعل التي أتلقاها من أصدقائي وصديقاتي تشجعني كثيراً وأشعر معها باحترام الشبان لي كإنسانة وكمبدعة وليس كرمز جنسي».

ليست هناك تعليقات: