الأربعاء، 10 أكتوبر 2007

بدأت بأغاني فيروز وجالت في أراضي 1948 ... أمل مرقس تحتضن عطر فلسطين وتراثها في «نعنع يا نعنع»

حيفا – وليد ياسين الحياة - 10/10/07//
تطلق الفنانة الفلسطينية أمل مرقس، هذا الأسبوع، ألبومها الغنائي الجديد «نعنع يا نعنع» الذي يشكل استمراراً لرسالة وطنية - تراثية حملتها أمل مرقس أمانة في عنقها منذ أطلت على المسرح في الخامسة من عمرها، لتغني الوطن وحجارته وأزهاره.
في عملها الجديد تتوج أمل مرقس أكثر من 30 سنة من العطاء الفني الملتزم. كانت انطلاقتها في أوائل السبعينات حين بدأت تظهر في المناسبات الوطنية، لتغني باقة من أغاني فيروز، خصوصاً الأغاني ذات الصلة بفلسطين وأهلها وحضارتها وأحلام المشردين، كـ «زهرة المدائن» و «جسر العودة» و «بيسان» و «شادي» وغيرها من «الفيروزيات» التي رددتها أمل في كل مناسبة، وتوجتها قبل سنتين في حفل خاص أحيته في الجليل تكريماً للسيدة فيروز في عيد ميلادها السبعين.

ألبوم «نعنع يا نعنع» مثل اسمه يضم مجموعة من أغاني التراث الفلسطيني التي جمعتها أمل من أنحاء فلسطين، خصوصاً منطقتي الجليل والمثلث. وهي أغان كانت إلى ما قبل سنوات تشكل العمود الفقري لحفلات الأعراس الفلسطينية، إلى ان جاءت ظاهرة فرق الغناء الخاصة بالأعراس، ومن ثم ظاهرة الـ»دي جي» التي شطبت الأغنية التراثية من حفلات الأعراس، وجعلتها في زاوية منسية.
من أحواض البيوت وحقول فلسطين وكرومها، تذهب أمل في ألبومها الجديد لتجمع آهات المرأة الفلسطينية عبر مجموعة من الأغاني التراثية التي كانت ترددها نساء فلسطين في وداع وفراق الأحباب. كأغنية «سكابا يا دموع العين» و»عذب الجمال قلبي»، وكذلك أغنية «يا أسمر اللون». ومن الفراق والوداع ، تنتقل أمل إلى حلقات الدبكة والرقص الشعبي لتقدم وصلات من الأهازيج الشعبية، والفرح بزفاف عريس وولادة طفل، ثم أغاني الشوق والحنين والأمل والبهجة وأغاني الحصاد والمناضلين، وصولاً إلى أغاني «الغيث» طلباً للمطر كي يروي الأرض لتخضّر الحقول وتزهر أحواض الورد والنعناع فتنبعث منها رائحة الوطن الباقي في قلب الفلسطيني.
وتقول أمل: «لقد اخترت الأغنيات الشعبية لأنها تستحق التخليد، ولا اقصد مجرد التوثيق إنما تقديم الأغنية بحلة جديدة لا تقتصر على التوزيع، فهناك إضافات على الأغنيات سواء في اللحن أو الكلمة وبرأيي فأن الأغاني جميلة جداً وإيقاعاتها تحرك الروح والجسم وهذه من ميزات الموسيقى الشعبية». وتعتبر أمل أنها تنقل من خلال ألبومها الجديد، رسالة إلى الجيل الشاب، «هدفي ليس التوثيق فقط، بل هناك أهمية لنقل المعلومات إلى الأجيال الشابة».
يشار إلى ان أمل بدأت عشية صدور ألبومها الجديد جولة من الحفلات داخل منطقة 48، بدأتها في قرية كفر قرع في المثلث، حيث قدمت وصلة من أغاني ألبومها الجديد في حفل أقيم لمناسبة شهر رمضان، و محطتها الثانية في قرية الطيرة في المثلث، حيث أحيت حفل تأسيس مؤسسة حسن بشارة الثقافية، وقدمت مجموعة من أغاني الألبوم. أما الحفل الرئيس الذي قدمت فيه باقة كبيرة من أغاني الألبوم فقد أقيم يوم الثلاثاء (9 أكتوبر) في منتجع ملاهي التوت في مدينة طمره. وستغادر أمل وفرقتها منطقة 48 نهاية تشرين الأول (أكتوبر) الجاري إلى إسبانيا للمشاركة في مهرجان الأمل.
من منصة المناسبات الشعبية إلى الحلبة الدولية
ولدت الفنانة أمل مرقس عام 1968 في قرية كفر ياسيف الجليلية، وهي ابنة الناشطة النسائية نبيهة دلة مرقس والمناضل الفلسطيني نمر مرقس، أحد قادة الحزب الشيوعي ورئيس المجلس المحلي للقرية سنوات عدة. بدأت أمل الغناء في الخامسة من عمرها على منصة المناسبات الشعبية والوطنية، خصوصاً في قريتها. وكانت أول إطلالة لها على الجمهور الفلسطيني في الداخل عام 1979، حين شاركت وفازت بالجائزة الأولى في مهرجان أغاني الأطفال في بلدة طمره.
على مدار سنوات كرست أمل صوتها لأداء أغنيات السيدة فيروز، ولاحقاً، الأغاني الوطنية الملتزمة لفرقة العاشقين ومارسيل خليفة واحمد قعبور، وأدت خصوصاً الأغاني التي كتب كلماتها شعراء فلسطين. وفي العام 1986 بدأت أمل مرقس تغني أغانيها الخاصة الملتزمة مع زوجها نزار زريق الذي كان يكتب كلمات الأغاني ويلحنها.
درست أمل فن المسرح والأداء المسرحي والعمل أمام الكاميرا في معهد بيت تسفي وتخرجت منه عام 1990. وقدمت برامج تلفزيونية ذات طابع مميز منها «رفع الستار» الذي يهتم بالمشاريع الفنية والثقافية للفنانين الناشئين، في شكل خاص، ويغطي النشاطات الفنية والثقافية، وبرنامج «سهرة أمل» في إذاعة الشمس، الذي كرس للتعريف بالفنانين. كما شاركت في أعمال مسرحية وتلفزيونية وسينمائية، منها «غصن الزيتون» في العام 1990 إلى جانب محمد بكري وسلوى نقارة، و»شارع سمسم»، و»أمل حارتنا»، و»أولاد حارتنا»، و»كان يا مكان»، و»بورتريت»، كما شاركت في الفيلم السينمائي الفلسطيني «درب التبانات» للمخرج علي نصار وفي مسرحية «الحلم رسام كبير» وهو عمل مسرحي غنائي راقص تؤدي فيه الدور الرئيس مع فرقة «نوعا دار» الإسرائيلية للرقص والمسرح الحديث. في سنة 2003 حازت أمل جائزة أفضل ممثلة في المهرجان العالمي لمسرح الأطفال في حيفا عن دورها في مسرحية «عودة سمسم».
في العام 1988، بدأت أمل مرقس خطوتها نحو العالمية حيث اختيرت ضيفة شرف في «الكونسيرت» الموسيقي الكبير الذي قدمته المغنية العالمية مرسيدس سوسا في مدينة تل أبيب، كما غنت في السنة ذاتها مع جوان بايز في حفل ضد الحرب أقيم في قاعة تسافتا في تل أبيب. وفي العام 1989، فازت أمل مرقس بالجائزة الأولى في مهرجان الأغنية في تل أبيب.
وفي العام 2000، حلت أمل ضيفة على حفل أقامته لها منظمة النساء الأميركية تقديراً لفنها، ومن ثم أحيت حفلاً في مقاطعة إفلينو في إيطاليا وشاركت في مهرجان يوبيل العائلة في الفاتيكان. وفي عام 2001 شاركت في حفل لفرقة الروك الإيطالية ستاديو وقدمت دويت «في الجنة معك»، كما غنت مع الفنان الألماني أوليفر شانتي وكذلك مع فرقة راديو دراويش. وتم اختيارها عام 2001 من التلفزيون النمسوي كأحد أجمل الأصوات في القرن العشرين، بعد اشتراكها في الفيلم الموسيقي الذي أنتجه التلفزيون النمساوي بعنوان احتفال البريمادونا والذي أخرجه الموسيقي أندرو هيلر.
في عام 2002 شاركت في مهرجان «نصغي لموسيقى العالم» في البرازيل، ومهرجان الموسيقى العرقية العالمية في ايطاليا، ومهرجان النساء العالمي في اسبانيا، ومهرجان باث العالمي في بريطانيا، ومهرجان الموسيقى العالمي في لوكسمبورغ، ومهرجان المدينة في تونس.
وفي عام 2003 شاركت في مهرجان ويمكس سيفليا في اسبانيا، وفي عام 2004 شاركت في مهرجان كامبينوس في البرازيل، ومهرجان دول الساحل (زنزيبار- تانزانيا) ومهرجان ثقافات العالم في ايرلندا. وفي عام 2005 أحيت حفلاً مع الفلهارمونية الملكية ليفربول في انكلترا.
كما شاركت في العديد من المهرجانات المحلية الفلسطينية والإسرائيلية.