الاثنين، 20 أكتوبر 2008

البعض يطالب برفع سن الاقتراع ... شبان 1948 قوة انتخابية كبيرة تطالب بإدارة شؤونها

شفاعمرو – وليد ياسين الحياة - 20/10/08//
يستدل من معطيات توافرت بعد الانتهاء من تقديم لوائح المرشحين لانتخابات السلطات المحلية في إسرائيل، التي ستجرى في 11 تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل، ان نسبة كبيرة من اللوائح تضم في قياداتها أو في أماكن متقدمة وجوهاً شابة، تحاول من خلالها الوصول إلى جمهور الشباب الذي يشكل نسبة عالية من المجتمع الإسرائيلي بعامة، والعربي بخاصة.
ويتضح من استطلاع عاجل لمواقف عدد من هؤلاء المرشحين، ان نسبة كبيرة منهم قرروا خوض الانتخابات لـ «عدم ثقتهم بقدرة ممثلي الجمهور الحاليين في السلطات المحلية على فهم متطلبات الشباب وتلبية طموحاتهم، بل وتنكرهم لها بعد انتخابهم، على رغم الوعود البراقة التي يطرحونها قبل الانتخابات، وعلى رغم كون بعضهم يخوض الانتخابات تحت شعارات شبابية».
وتجد المجموعات الشبابية في إسرائيل متنفساً للتعبير عن مواقفها، بموجب قانون الانتخابات الذي يمنح كل مواطن بلغ الحادية والعشرين من العمر حق ترشيح نفسه للعضوية أو رئاسة سلطة محلية أو لعضوية البرلمان، فيما يُمنح الحق بالاقتراع لكل من بلغ الثامنة عشرة من العمر. وعليه يعتمد المرشحون الشبان في الأساس على أترابهم الذين يعتبرونهم قوة انتخابية لا يستهان بها، علماً أن نسبة الجيل الشاب في المجتمع العربي الفلسطيني، حتى سن 18، في منطقة 48 تصل إلى 55 في المئة.
وخلافاً لموقف الفلسطينيين في منطقة 48، على مختلف الفئات العمرية، من الانتخابات النيابية حيث يلاحظ منذ أحداث تشرين الأول (اكتوبر) عام 2000، تراجع نسبة مشاركة الشباب في الانتخابات إلى حد كبير بسبب «عدم ثقتهم بالقدرة على التأثير داخل برلمان صهيوني من اجل تغيير واقع مجتمعهم»، ترتفع نسبة المشاركة الشبابية في انتخابات السلطات المحلية إلى حد كبير لشعور الشباب بإمكان إسهامهم في التأثير في الصعيد المحلي والعمل لمصلحة مجتمعاتهم.
ويقول الباحث الاجتماعي د. غزال أبو ريا: “ان الشباب هم جزء من المجتمع، وبما ان الحكم المحلي يلعب دوراً كبيراً في التأثير في دائرة حياتهم الأولى، نجد المشاركة كبيرة، وهناك قرى تصل فيها نسبة الاقتراع إلى 90 في المئة و97 في المئة، ومن دون شك هناك دور كبير للشبان في ارتفاع نسبة التصويت هذه”. إلاّ أن أبو ريا يرى ان جيل 18 سنة لا يزال مبكراً لانخراط الشبان في الانتخابات، كونهم تخرجوا حديثاً من مدارسهم ولم يخوضوا غمار الحياة بعد، على الأقل من خلال التحاقهم بالجامعات. ويوضح: «المدرسة بالنسبة الى الطالب تشكل حلقة مصغرة للحياة، ويحتاج إلى سنة واحدة على الأقل، بعد تخرجه لمواجهة واقع الحياة وخوض التجارب قبل توجهه لخدمة مجتمعه، من خلال المؤســسات المنتخبة»، معتبراً أن سن الاقتراع يجب أن يكون 19 سنة على الأقل.
وفي حين يخرج من بين الشبان، أنفسهم، من يدعم موقف أبو ريا في شأن رفع سن الاقتراع، تعارض فئة بشدة هذا الموقف، ويقول أحمد، من قرية عربية في الجليل:«في كثير من الأحيان تجد مرشحين أميين، لم ينهوا حتى الصف الثامن، فهل هم أكثر قدرة منّا على فهم تطورات المجتمع وقضايا الشباب بخاصة». ويضيف: «سأشارك هذه السنة للمرة الأولى في الاقتراع واعتقد أنني لن أواجه معضلة في اختيار المرشحين الذين سأدعمهم، لأنني مدرك حاجاتي ومتطلباتي وأعرف من يمكنه من المرشحين خدمتي والاهتمام بمتطلبات الشباب ومن يطرح وعوداً براقة».
وتدعم رنا، من مدينة الناصرة موقف أحمد من القدرة على اختيار المرشح المناســب، لكنها تميل إلى تأييد موقف أبو ريا في شــأن ســن الاقتراع: «اعتقد أننا يجب ان ندرس الحياة من جوانبها كافة وأن نخوض تجربة الممارسة وتكوين الشــخصية قبل خوض معترك الانتخابات».
وترى رنا، التي ستلتحق بالجامعة في العام الدراسي المقبل، ان موقفها هذا لا يتعارض مع إمكان منافستها في انتخابات لجنة الطلاب الجامعيين: «المسألة مختلفة تماماً، ففي الجامعة نحن فقط من يمكننا إدارة شؤوننا وطرح مطالبنا والحياة الجامعية تبقى مثل المدرسة، محصورة في دائرة صغيرة وليــست كالــحياة الواســعة».

ليست هناك تعليقات: