الخميس، 30 أكتوبر 2008

البشرى تحت الحصار

وليد ياسين الحياة - 30/10/08//
شحب وجهها حين أبلغها الطبيب نتائج الفحص. «مبروك، أنت حامل»، زف إليها البشرى، ولم يعرف أنها كانت تتمنى الاّ تسمع هذه العبارة. غادرت العيادة على عجل، خـــشية أن يلاحظ الطبــيب الدموع التي كادت تفر من عينيها. شعرت باكتئاب شديد وبدأت الهـــواجس تســيطر على تفكيرها. كيف حدث هذا وكيف ســـتوفر له الطعام والشراب والملابس، في ظل هذا الحـــصار الخانق، الذي جعل زوجها عاطلاً من العمل، وعاجزاً عن توفير لقمة الخبز لأطفالهما الأربعة؟
فكّرت كيف سيتلقى زوجها هذه «البُشرى»، وبتعليقات حماتها التي لا تكف عن مقارعتها، والتلميح بأنها «نذير شؤم»، وأن ابنها (أي الزوج) لم يعرف البطالة الا منذ تزوجها!
هامت على وجهها في شوارع المدينة، والأسئلة تتزاحم في رأسها، حاولت ضبط أفكارها وهي تقطع الشارع الطويل الذي يفضي إلى بيتها في المخيم. فجأة، سمعت صوتاً مألوفاً أخرجها من تفكيرها: «صباح الخير، هل أقلك إلى البيت؟». نظرت إلى شقيقها الذي توقف بسيارته بجانبها. خطرت لها فكرة سريعة. طلبت منه أن يأخذها إلى بيته، عل زوجته تساعدها على حل «المعضلة».
وفي بيت شقيقها، بدأت محاولات «تجسيد» فكرتها. تتصل بزوجها وتنقل إليه الخبر، فتتلافى، على الأقل، نظراته التي تخيلتها جبلاً يكتم أنفاسها. لكنها ما لبثت أن أدركت مدى مبالغتها حين جاءها صوته هادئاً، وهو يسألها عن شعورها وعن مكان وجودها. ثم سمعته يضحك، وهو يقول: «لا تقلقي يا حبيبتي، الله خير الرازقين».
شعرت ببعض الارتياح، وهي تحث خطاها عائدة إلى بيتها. وما ان ولجت من الباب حتى سارع زوجها إلى احتضانها وأخذ يلامس بطنها، ملياً، بكف يده. سارا معاً نحو الشرفة المطلة على المدينة. عانقها محاولاً إخفاء دمعة سالت من عينه. نظر إلى الأفق وردد في ســريرته دعاء إلى الله ان يعينه على إيجاد عمل قبل ولادة طفله.
أمضيا نحو ساعة على الشرفة، كثرت خلالها النظرات وتعطّلت الكلمات. كلاهما يعرف صعوبة إنجاب طفل خامس، في ظل ظروف عصيبة، والضائقة التي واجهتها الأسرة طوال السنوات الخمس الماضية.
في المساء، عادت إليها الهواجس. الاحتلال الرهيب يحاصر حتى أحلامها. رحلت في خيالها إلى مستقبل بعيد. كيف سيعيش طفلها إذا استمر الاحتلال؟ هل ستكون حاله أفضل من حال أسرته؟ فجأة، تساءلت في سريرة نفسها ماذا لو تُجري عملية للتخلص من الجنين؟ فكرت كيف سيعقّب زوجها على الفكرة. التفتت إليه فوجدته غارقاً في نوم عميق. أغمضت عينيها وحاولت النوم، لكن النوم هجرها.
خرجت إلى الشرفة. اتخذت مكانها على الكنبة، وتركت الهواء يداعب جفونها ولم تشعر كيف أغمضت عينيها وغلبها السبات. لم تعرف كم مضى من الوقت، حين هبت من نومها فزعة، بفعل كابوس اجتاح أحلامها. رأت طفلها العتيد يحدّق في عينيها معاتباً، وخالت تسمعه يقول: «أماه، لا تحمليني فوق طاقتي، في هذا البلد المأزوم».
هرعت إلى زوجها وأيقظته. روت له تفاصيل حلمها. ضمها إلى صدره وهمس في أذنها: «لا تخافي يا حبيبتي، غداً تشرق شمس يوم جديد، وان شاء الله نتغلب على كل المصاعب».
استسلمت لكلماته، وارتمت في أحضانه، وحين استيقظت في الصباح كان هو غادر البيت كما يفعل كل صباح، بحثاً عن لقمة الخبز لأطفاله الأربعة، ومولوده المقبل.

الاثنين، 27 أكتوبر 2008

شبان فلسطينيون يتجنّدون لمواجهة الدعاية الاسرائيلية

عكا – وليد ياسين الحياة - 27/10/08//
عكا وحيفا واللد والرملة ويافا، مدن فلسطينية تسمى «مختلطة»، يتحول فيها كل يوم «غفران»، بخاصة منذ هبة القدس والأقصى في عام 2000، إلى كابوس بالنسبة الى المواطنين العرب الذين يحاول الاسرائيليون إكراههم على التقيد بتقاليد العيد وحبسهم داخل بيوتهم وشلّ حياتهم. الأحداث الأخيرة في مدينة عكا بدأت في ليلة عيد الغفران، الذي يعتبر يوم حزن وأسى، يفترض ان يكرسه اليهود لطلب المغفرة مع بداية السنة العبرية الجديدة، التي تسبق طلب المغفرة بأسبوع. في يوم الغفران الذي يمتد منذ غروب شمس اليوم الأول وحتى الغروب في اليوم التالي، تتحول المدن اليهودية إلى مدن أشباح، تغلق فيها كل المنشآت التجارية والصناعية ومحلات الترفيه، وتتوقف حركة السير. وبينما يفترض باليهود المتدينين ان يمضوا ساعات الصيام بالتعبد وطلب المغفرة، تخرج جماعات منهم، تصل إلى المئات أحياناً، إلى الشوارع لاستفزاز من يخرق المحظور، والاعتداء على كل وسيلة نقل «تتجرأ» على التحرك على شوارع البلاد، ولا يتورعون عن الوصول إلى طرق رئيسية بعيدة من أماكن سكنهم لممارسة «تقليد» رجم الحجارة، وحين يجاورون العرب، يصبح رجم الحجارة «مهمة مقدسة» بالنسبة الى هؤلاء ولسائر المستوطنين الذين ينضمون إليهم.
في تلك الليلة اضطر مواطن عربي إلى الخروج من بيته لإعادة ابنته من بيت خطيبها، وحين دخل إلى الحي المختلط، هاجمته مجموعة كبيرة من الشبان اليهود ورجموه بالحجارة ومن ثم حطّموا سيارته، ولاحقوه وابنه إلى داخل المبنى الذي تواجدت فيه ابنته، محاولين تحطيم الباب وتنفيذ «بوغروم» دموي بالعائلة العربية. وسرعان ما انتشرت اشاعة في الجانب العربي من المدينة مفادها ان المواطن العربي قتل بأيدي اليهود، فخرجت جماعات من الشبان العرب واندلعت مواجهات لم تهدأ تلك الليلة الا في ساعات الفجر.
وفي مساء اليوم التالي، حظي اليهود بدعم من مستوطنين جاؤوا من مستوطنات الضفة الغربية، وحاولوا مواصلة الـ «بوغروم»، فاحرقوا العديد من البيوت والسيارات العربية، ودخلوا في مواجهات مع الشرطة.
هذه المرة أدرك عرب عكا، وشبابها في شكل خاص، ان الأمر زاد عن حده، وقرروا التحرك بكل قوة لصد العنصريين واثبات عروبة مدينتهم وفلسطينيتها، ورفضهم أي محاولة تؤدي إلى سجنهم داخل بيوتهم. في ليلة المواجهات ردّوا على مهاجمة بيوت العرب بمهاجمة محال تجارية وسيارات للاسرائيليين، وفي اليوم التالي حين قررت إدارة البلدية، التي دعمت الجانب الاسرائيلي ورسخت موقفها العنصري إزاء عرب المدينة بالتجاوب مع أصوات اليمين المتطرف الذي دعا إلى فرض المقاطعة على عرب عكا وإلغاء مهرجان المسرح الآخر الذي يُقام سنوياً في عيد المظلة العبري، الذي يلي يوم الغفران، في ساحات ومباني عكا الأثرية، الواقعة في الجانب العربي من المدينة، قرر العكّيون الشبان التحرك لإنقاذ الاقتصاد الفلسطيني في مدينتهم وإقامة مهرجان بديل للمسرح الآخر، امتد لأربعة أيام، أمّ خلالها آلاف الفلسطينيين ومئات اليهود المعارضين للعنصرية، الجانب العربي من المدينة، وتسوقوا من المتاجر العربية وحضروا الفاعليات الفنية. هكذا قوبلت الأحداث الأخيرة التي شهدتها مدينة عكا الساحلية، في يوم الغفران العبري، بتحرك شبابي كبير، لصد «اخطبوط العنصرية» ووضع حد لامتداده ومحاولة سيطرته على المدينة الفلسطينية وإخضاعها لشروط اللعبة الصهيونية الهادفة إلى تهويد المدينة.
وخلافاً لمرات سابقة، نجح الشبان العرب في اختراق الإعلام الاسرائيلي وفرض روايتهم للأحداث وما سبقها على وسائل الإعلام العبرية، مواجهين الرواية الاسرائيلية السبّاقة بتحويل «العرب» إلى مجرمين، والاسرائيليين إلى ضحية. وتجندت مجموعة من الشبان المثقفين، بينهم صحافيون ورجال قانون وممثلو جمعيات أهلية، في ليلة واحدة، وعملوا حتى الصباح على إعداد تقرير مفصل يسرد الوقائع منذ بداية استيعاب سوائب من مستوطني قطاع غزة سابقاً في المدينة، مروراً باعتداءات تعرضت لها العائلات العربية في السنوات الماضية، وصولاً إلى أحداث «ليلة الغفران»، وما تبعها من تجنّد قادة الحركات اليمينية المتطرفة لقيادة بوق التحريض على عرب عكا. وجاء التقرير، المدعم بالمعطيات والشهادات والصور، مفاجئاً للإعلام العبري بقوته، وهزمه بكل ما تعنيه الكلمة.
احد الشبان الذين وقفوا وراء هذا التقرير وتنظيم الفعاليات البديلة، هو الكاتب والصحافي علاء حليحل، المقيم في عكا منذ سنوات، ويؤكد ان العرب في عكا واجهوا الكثير من الاعتداءات اليهودية، وعلى رغم انتقاده لأعمال التدمير التي قام بها المواطنون العكيون بعد انتشار اشاعة عن مقتل مواطن عربي. ويقول ان العرب فضلوا هذه المرة ان يتعرضوا للشجب على ان يشاهدوا حياتهم تنهار أمام عيونهم لان اليهود الشرقيين لم يتغلبوا بعد على كراهيتهم للعرب.
ويهاجم حليحل لجوء الاسرائيليين إلى استعمال مصطلحات من الحقبة النازية في محاولة لتسويف ادعاءاتهم بأنهم ضحايا، كاتهام العرب بأنهم كرروا «ليلة البلور»، أي ليلة إحراق بيوت ومصالح يهودية في أوروبا، في عكا. ويقول: «لقد تجاوزت وقاحة اليهود كل الحدود بسبب غريزة الخوف التي يعيشونها منذ الكارثة، وإذا استعملوا هذه المرة مصطلحات مثل «بوغروم» و «ليلة البلور» لن استغرب ان يجعلوا من العربي في مواجهة قادمة حارساً لمعسكر تركيز في الجليل»!
ويؤكد حليحل ان التقرير الذي شارك في إعداده حول الأحداث، احدث صدمة في وسائل الإعلام العبرية التي تجندت في كل حدث سابق إلى جانب الرواية الاسرائيلية وحوّلت الضحية إلى مجرم. «لقد نشر هذا التقرير في اكبر وسائل الإعلام العبرية لأنهم لم يستطيعوا مواجهة الحقائق والمعطيات الواردة فيه، فهو لا يسرد وقائع العدوان الأخير فحسب، بل يسرد حالات اعتداء سابقة، ويوفر للقارئ خلفية تاريخية حول بدء التحول في العلاقات بين اليهود والعرب في المدينة، ويركز على دور الحركات اليمينية المتطرفة في إشعال نار العنصرية في المدينة».
ويهاجم بلدية عكا التي «اتخذت موقفاً عنصرياً واضحاً حتى باعتراف العديد من الكتاب الاسرائيليين الذين انتقدوا موقفها وطالبوا رئيسها بالاستقالة لأنه تصرف كرئيس بلدية لليهود فقط».
ويضيف حليحل ان المهرجان البديل الذي أُقيم تحت شعار «عكا مش لحالها» وتم تنظيمه خلال أيام عيد المظلة، نجح بكسر الحصار الذي حاول اليمين فرضه على المدينة العربية: «كنا نخشى ألاّ ننجح بجلب الجمهور إلى الفعاليات، لكنني أقول لك إننا عجزنا عن توفير أماكن كافية للجمهور الواسع الذي وصل إلى المهرجان، وقد اضطرنا الامر إلى الاستعانة بشاشات عرض خارجية لنقل وقائع الأحداث الفنية لمن لم يتمكنوا من الدخول إلى القاعات». ويوضح: «وما ثبُت لنا من خلال استقبال عشرات وفود التضامن التي وصلت إلى المدينة لتدعيم نضال العكيين العرب في مواجهة اخطبوط العنصرية، أن عكا فعلاً مش لحالها».

الخميس، 23 أكتوبر 2008

دورات لتعزيز مواهب الأبناء... بذل الغالي والرخيص لا يكفي لتحقيق «المجد»

شفاعمرو (الضفة الغربية) - وليد ياسين الحياة - 23/10/08//
وقفت آيات على المسرح، تحمل في يدها مسطرة خشبية صغيرة. وبدأت تشرح أمام أولياء الأمور الذين كلفوا أنفسهم عناء الحضور، تفاصيل «الاختراع» الذي نفّذته مع زميلة لها في إطار التحضير لمعرض العلوم في مدرستها.
تحدثت آيات بحماسة عن استغلالها الجرائد القديمة في صنع مكعبات، يمكن استخدامها لبناء «مكان» صغير، كمغارة، في زاوية غرفة الجلوس، أو صنع تزيينات أخرى. وبعد انتهاء المحاضرة، انحنت، كما يفعل الممثلون، شاكرة الحضور الذين صفقوا لها كثيراً، قبل أن تختفي في الكواليس، بينما نزلت صديقتها عن الخشبة وجلست بين والديها، في القاعة.
انتهت مرحلة عرض «الأبحاث» التي قدمها الطلاب، وتوجهت مجموعات «المخترعين الصغار»، كل إلى الزاوية التي عرضت فيها «اختراعها»، كي يشرحوا للحضور عنها، وهم يمرّون أمامها. علامات الانزعاج كانت بادية بوضوح على وجه آيات. وتوجهت صديقتها إلى رئيس لجنة أولياء الأمور في المدرسة، وكشفت له سر هذا الانزعاج: «تضايقت زميلتي لأنها لم تشاهد والديها بين الحضور!».
آيات من الطالبات الموهوبات في المدرسة الإعدادية في شفا عمرو. والدها يعرف ذلك جيداً، ويفاخر بإنجازاتها في كل مجلس. ولكنه في ذلك اليوم المهم جداً بالنسبة الىابنته، لم يكلف نفسه عناء التفرغ ساعة من الزمن والحضور لافتتاح المعرض وسماع محاضرة ابنته. وحين توجه إليه رئيس لجنة أولياء الأمور مستفسراً عن سبب غيابه، فوجئ بجواب لم يتوقعه من أكاديمي: «كنت هناك في الصباح قبل الافتتاح»، قال وضحك، أما ابنته فكادت تبكي.
حكاية آيات لم تكن فريدة من نوعها في ذلك اليوم، فقد غاب عن المعرض عدد كبير من الأهل الذين شارك أبناؤهم في عرض «اختراعاتهم» العلمية. بعضهم شعر بغياب ذويهم وبدا عليهم الانزعاج وهم يرون أقرانهم يبتسمون بسعادة إلى جانب ذويهم، وبعضهم الآخر لم يبالِ، فقد تعودوا إهمال ذويهم.
في كلمته أمام الطلاب وذويهم، أكد مفتش العلوم في المدرسة، أهمية هذا المعرض والبشائر التي يحملها هؤلاء المخترعون الصغار، وطالب الأهالي بمساندة أولادهم وتشجيعهم على نهل العلوم. ولم يتردد رئيس لجنة أولياء الأمور في الإعراب عن مدى دهشته مما عرضه الطلاب الذين تمنى ان يخرج من بينهم «الفرد نوبل عربي، وبن حيان عصري». وانتقد غياب بعض أولياء الأمور، بخاصة أولئك الذين شارك أولادهم فيه.
في إسرائيل تولي وزارة التربية والتعليم اهتماماً كبيراً في العلوم. ولعل من أهم الجوانب التي تعكس هذا الاهتمام، دعم الطلاب الموهوبين في المدارس من خلال دورات إثراء، والسعي دائماً إلى ضمان وجود تمثيل للمدارس الإسرائيلية في مسابقات ومعارض دولية للعلوم.
وتفخر وزارة التربية بطلابها الذين يحققون نتائج عالية في مسابقات دولية للرياضيات مثلاً، ويهتم الإعلام الاسرائيلي، أيضاً، بإبراز تلك الإنجازات. لكن هذا الاهتمام لا ينعكس بصورته المتكاملة والحادة على المجتمع العربي في الداخل. صحيح ان المدارس العربية تطبّق المنهاج التعليمي نفسه الذي تعتمده المدارس العبرية، وتولي الوزارة، من خلال مفتشيها في المناطق العربية، بعض الاهتمام في تشجيع العلوم، لكن نسبة قليلة من الأهالي يهتمون بمتابعة تعليم أولادهم وإثراء مواهبهم العلمية أو الفنية. وحكاية آيات ليست الا غيض من فيض.
ثمة عائلات تحيا على أمل رؤية أبنائها يحتلون مناصب عالية ويحققون مكاسب وإنجازات علمية في مدارسهم. ولا يترددون ببذل الغالي والرخيص في سبيل توفير كل متطلبات العلوم للأبناء. عائلة عبود من مدينة الناصرة لاحظت نبوغ طفلها سليم في العزف على البيانو منذ الصغر، فدعمته وأرسلته إلى دورات إثراء حين كان في العاشرة من عمره، ومن ثم سافر لاستكمال دراسته في الأكاديمية الملكية في لندن والمدرسة العليا للموسيقى في هانوفر في ألمانيا. ومن هناك انطلق «موتزارت الفلسطيني» ليجوب أنحاء العالم، ويحصد جائزتين مهمتين في الموسيقى، «جائزة فلسطين في الموسيقى» في 1998، وجائزة «الموهبة الشابة للعام 2000»، في «مهرجان إسين» في ألمانيا. ظهر سليم كعازف بيانو منفرد مع عدد من عازفي الأوركسترا العالمية في برلين، وفرانكفورت، وفلورنسا، وبروكسيل، وأوسلو، وشيكاغو، ولندن، وأمستردام، ونيويورك، وقبل عامين، شارك في مهرجان سالزبورغ، حيث قدم حفلة، بمصاحبة أوركسترا فيينا الفيلهارمونية. وعزف في معهد «موتسارتيوم» العريق، واشترك في مهرجانات «ريزور» و«رافينيا» و«مينتون». وأحيا، العام الماضي، أمسيتين في مهرجان «موتزارت الفلسطيني» الذي نظمته جوقة لندن بالتعاون مع مؤسسات فلسطينية موسيقية في القدس ورام الله وبيت لحم ونابلس، بمشاركة أكثر من مئتي عازف محلي ودولي.
وعمل سليم مع قادة لفرق عالمية، بينهم: دانييل بارينباوم وزوبين ميهتا وريكاردو موتي وفلاديمير فيدوسييف. وحين عزف للمرة الأولى في قاعة كارينغي الشهيرة في نيويورك، مع فرقة سيفيك من شيكاغو بقيادة المايسترو دانيال بارنباوم، وهو في سن 22، لم يغمر الفرح أسرته الصغيرة فقط، بل كل فلسطيني اعتز بانتماء سليم إلى شعبه.
ومثل سليم، هناك الفنان وسام جبران من الناصرة، أيضاً، الحائز جائزة الإبداع في التّأليف الموسيقي من مكتب رئيس الحكومة، في 2004، والجائزة الأولى في العزف على العود في «المهرجان الدولي للعود 2005» في القدس.وأسس وسام الأوركسترا العربية - اليهوديّة وأدارها، قبل ست سنوات، واستقال من قيادتها منذ مدة بعد عودتها من جولة لها في أسبانيا، على ضوء «خلافات مبدئيّة في طريقة إدارة هذه الفرقة الأوركسترالية التي تحمل معنى سياسياً وحضاريا وإنسانياً»، كما قال.
وتلى الاستقالة فصل كل من يؤيّد موقف وسام إثر رفضه المشاركة في جولة عروض نظمها المتحف اليهودي في برلين، وأحد أهم رموز الصهيونيّة في ألمانيا، في سياق الاحتفالات الستينيّة بإعلان إسرائيل.

الاثنين، 20 أكتوبر 2008

البعض يطالب برفع سن الاقتراع ... شبان 1948 قوة انتخابية كبيرة تطالب بإدارة شؤونها

شفاعمرو – وليد ياسين الحياة - 20/10/08//
يستدل من معطيات توافرت بعد الانتهاء من تقديم لوائح المرشحين لانتخابات السلطات المحلية في إسرائيل، التي ستجرى في 11 تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل، ان نسبة كبيرة من اللوائح تضم في قياداتها أو في أماكن متقدمة وجوهاً شابة، تحاول من خلالها الوصول إلى جمهور الشباب الذي يشكل نسبة عالية من المجتمع الإسرائيلي بعامة، والعربي بخاصة.
ويتضح من استطلاع عاجل لمواقف عدد من هؤلاء المرشحين، ان نسبة كبيرة منهم قرروا خوض الانتخابات لـ «عدم ثقتهم بقدرة ممثلي الجمهور الحاليين في السلطات المحلية على فهم متطلبات الشباب وتلبية طموحاتهم، بل وتنكرهم لها بعد انتخابهم، على رغم الوعود البراقة التي يطرحونها قبل الانتخابات، وعلى رغم كون بعضهم يخوض الانتخابات تحت شعارات شبابية».
وتجد المجموعات الشبابية في إسرائيل متنفساً للتعبير عن مواقفها، بموجب قانون الانتخابات الذي يمنح كل مواطن بلغ الحادية والعشرين من العمر حق ترشيح نفسه للعضوية أو رئاسة سلطة محلية أو لعضوية البرلمان، فيما يُمنح الحق بالاقتراع لكل من بلغ الثامنة عشرة من العمر. وعليه يعتمد المرشحون الشبان في الأساس على أترابهم الذين يعتبرونهم قوة انتخابية لا يستهان بها، علماً أن نسبة الجيل الشاب في المجتمع العربي الفلسطيني، حتى سن 18، في منطقة 48 تصل إلى 55 في المئة.
وخلافاً لموقف الفلسطينيين في منطقة 48، على مختلف الفئات العمرية، من الانتخابات النيابية حيث يلاحظ منذ أحداث تشرين الأول (اكتوبر) عام 2000، تراجع نسبة مشاركة الشباب في الانتخابات إلى حد كبير بسبب «عدم ثقتهم بالقدرة على التأثير داخل برلمان صهيوني من اجل تغيير واقع مجتمعهم»، ترتفع نسبة المشاركة الشبابية في انتخابات السلطات المحلية إلى حد كبير لشعور الشباب بإمكان إسهامهم في التأثير في الصعيد المحلي والعمل لمصلحة مجتمعاتهم.
ويقول الباحث الاجتماعي د. غزال أبو ريا: “ان الشباب هم جزء من المجتمع، وبما ان الحكم المحلي يلعب دوراً كبيراً في التأثير في دائرة حياتهم الأولى، نجد المشاركة كبيرة، وهناك قرى تصل فيها نسبة الاقتراع إلى 90 في المئة و97 في المئة، ومن دون شك هناك دور كبير للشبان في ارتفاع نسبة التصويت هذه”. إلاّ أن أبو ريا يرى ان جيل 18 سنة لا يزال مبكراً لانخراط الشبان في الانتخابات، كونهم تخرجوا حديثاً من مدارسهم ولم يخوضوا غمار الحياة بعد، على الأقل من خلال التحاقهم بالجامعات. ويوضح: «المدرسة بالنسبة الى الطالب تشكل حلقة مصغرة للحياة، ويحتاج إلى سنة واحدة على الأقل، بعد تخرجه لمواجهة واقع الحياة وخوض التجارب قبل توجهه لخدمة مجتمعه، من خلال المؤســسات المنتخبة»، معتبراً أن سن الاقتراع يجب أن يكون 19 سنة على الأقل.
وفي حين يخرج من بين الشبان، أنفسهم، من يدعم موقف أبو ريا في شأن رفع سن الاقتراع، تعارض فئة بشدة هذا الموقف، ويقول أحمد، من قرية عربية في الجليل:«في كثير من الأحيان تجد مرشحين أميين، لم ينهوا حتى الصف الثامن، فهل هم أكثر قدرة منّا على فهم تطورات المجتمع وقضايا الشباب بخاصة». ويضيف: «سأشارك هذه السنة للمرة الأولى في الاقتراع واعتقد أنني لن أواجه معضلة في اختيار المرشحين الذين سأدعمهم، لأنني مدرك حاجاتي ومتطلباتي وأعرف من يمكنه من المرشحين خدمتي والاهتمام بمتطلبات الشباب ومن يطرح وعوداً براقة».
وتدعم رنا، من مدينة الناصرة موقف أحمد من القدرة على اختيار المرشح المناســب، لكنها تميل إلى تأييد موقف أبو ريا في شــأن ســن الاقتراع: «اعتقد أننا يجب ان ندرس الحياة من جوانبها كافة وأن نخوض تجربة الممارسة وتكوين الشــخصية قبل خوض معترك الانتخابات».
وترى رنا، التي ستلتحق بالجامعة في العام الدراسي المقبل، ان موقفها هذا لا يتعارض مع إمكان منافستها في انتخابات لجنة الطلاب الجامعيين: «المسألة مختلفة تماماً، ففي الجامعة نحن فقط من يمكننا إدارة شؤوننا وطرح مطالبنا والحياة الجامعية تبقى مثل المدرسة، محصورة في دائرة صغيرة وليــست كالــحياة الواســعة».

الخميس، 16 أكتوبر 2008

الزي التقليدي «دقّة قديمة» والكل يلحق بالركب

الناصرة (فلسطين) - وليد ياسين الحياة - 16/10/08//
المرأة لم تعد المستهلك الأساسي لمنتجات دور الأزياء. ولّى هذا الزمن. والفكرة بطلت... في الشارع الفلسطيني كما في معظم الأنحاء العربية الأخرى. وأصبح المظهر الخارجي «يسيطر» على عقول الرجال، تماماً مثل ما كان (ولا يزال) على عقول النساء. هذه النقلة أو هذا التغيير يبرز جلياً في أوساط الشبّان الذين، أكانوا في ضيق مالي أم ميسورين، يسمحون لتيار الموضة بأن يجرفهم. وهم، شباناً ورجالاً أيضاًً، يقفون أمام المرnة، ويطيلون النظر لتأمل الملابس التي خلعوها على أنفسهم، بوضعيات جسمانية مختلفة... قبل مغادرة البيت، وفي أذهانهم تخيلات لما سيقوله زملاء (وزميلات) في العمل أو الجامعة، أو ربما مارة في الشارع... عن ذوقهم في الملبس.وإذا كان المواطن الفلسطيني المتقدم في العمر لا يولي اهتماماً خاصاً لاختيار ملابسه، في الأيام العادية، تجده يسعى هو الآخر إلى الظهور بأجمل حلة في مناسبات عائلية ودينية، مثل الأفراح والأعياد، تعتبر فرصاً لتجديد مخزون الملابس لكل أفراد الأسرة.لا تسري هذه الملاحظة على كل أفراد المجتمع الفلسطيني وجماعاته، فالعامل الاقتصادي يؤثّر في قرار الفلسطيني المتعلّق بشراء الملابس أو الحاجات المنزلية والشخصية. وهناك عائلات فلسطينية كثيرة تغرق في الإعداد لشراء الملابس التي تليق بمناسبة ما، قبل أشهر من موعد حلولها. وهناك شرائح واسعة من عسيري الحال الذين لا تتيح لهم أوضاعهم شراء ملابس جديدة حتى للمناسبات. وهؤلاء يكتفون بما يتوافر في الخزانة، أو يلجأون أحياناً إلى استعارة قطع من أصدقاء أو أقارب لارتدائها في مناسبة عائلية مهمة، خصوصاً في الأفراح، إما احتراماً لأصحاب الدعوة، وإما لتفادي القيل والقال من قبيل «حضر بثياب رثّة»، وما شاكل ذلك.متاجر بيع الأزياء في الشارع الفلسطيني، تعاني أزمة بيع حقيقية معظم أيام السنة، ولا تشعر بالانتعاش إلا في أوقات محددة: موسم الأفراح، الذي يمتد عادة بين أيار (مايو) وآب (أغسطس)، وموسم الأعياد. وحتى خلال هذه المواسم، يواجه سوق الأزياء حالات صعود وهبوط متفاوتة.«الذكور هم آخر فئة يمكن أن تشكل مصدراً لرزقنا»، يقول صاحب متجر كبير للملابس في مدينة الناصرة، مضيفاً: «صحيح أن شباب اليوم بدأ يستوعب الموضة، فيما يزداد عدد الذكور الذين يقدمون على شراء الملابس، لكننا لا نلاحظ ذلك، وللأسف، إلا في مواسم الأعياد والأفراح. أما أكثر المبيعات فهي بلا شك من نصيب النساء، ولذلك يطغى التفكير بإحضار آخر صرعة للموضة النسائية، على تفكير غالبية تجار الملابس».الأزياء الأكثر انتشاراً في الشارع الفلسطيني، سواء في منطقة 48 أو منطقة السلطة الفلسطينية، هي الأزياء الغربية التي يطغى حضورها في المحال. وقلما تجد فلسطينياً يرتدي الزي التقليدي أو الشعبي الفلسطيني، إلا إذا تجاوز عمره الستين، أو في القرى والبادية التي ما زالت تحافظ على النمط التقليدي للحياة. وحتى بين أولئك الذين يواصلون ارتداء الزي التقليدي، تجد التأثير الغربي واضحاً. القمباز والروزة والدماية والحطة والعقال ذات التطريز الفلسطيني المميز... اختفت أو تكاد، وباتت من نصيب متاحف ومعارض التراث. وحل محلها الجلباب الأبيض و«الجاكيت»، من صنع غربي، وهما يحتلان مركز الصدارة في اللباس التقليدي. أما «الشروال» فلا يلبسه إلا المسنون، وغالباً ما يستعاض عنه بالسروال العصري لفقدانه في الأسواق. ولعلّ خائطيه، وخياطة الشروال صعبة، يختفون هم الآخرون.الحديث عن ارتداء الأزياء الشعبية في الشارع الفلسطيني يبدو كطرفة حين تطرحه على الشبان الفلسطينيين. رامي، من الناصرة، يضحك لدى سؤاله عما إذا كان مستعداً لارتداء الملابس الشعبية، ويقول: «إما انك تسخر مني أو تريد أن يهزأ بي الآخرون»، ويستدرك: «على رغم اعتزازي بانتمائي الفلسطيني لست مستعداً لذلك. ولا موقف لي محدداً من ذلك الزي، إلاّ أنه يعتبر «دقة قديمة». وسأبدو غريب الأطوار في مجتمع أصبح غربياً في كل مركباته».ولا يختلف موقف أمجد، ابن قرية عبلين، عن موقف رامي: «الأزياء الشعبية اختفت من حياتنا. وحتى لو رغبت في اقتنائها فلن أجدها في الأسواق، وإن وجدتها فهي أغلى ثمناً من الملابس الغربية بكثير، لأن تلك تعتبر من الكماليات، أو لنقلْ أثريات!».ولا يجافي قول امجد الحقيقة، ففي كل الأراضي الفلسطينية - منطقة 48، لا تجد مصنعاً واحداً يعنى بصنع الأزياء الشعبية الرجالية. أما في أراضي السلطة، فينكب الاهتمام على صنع الأزياء الشعبية النسائية، وحتى هذه لا تطابق الزي الشعبي الأصلي، وإنما هي مجرد تقليد لا يلبث أن تبهت ألوانه وتنسل خيوطه وتفقد رونقها.

الاثنين، 13 أكتوبر 2008

وسائل كثيرة متاحة للتقرّب من الجنس الآخر

شفاعمرو (فلسطين المحتلة) - وليد ياسين الحياة - 13/10/08//
يكاد «مجنون ليلى» يصبح ذكرى عابرة لدى بعض شبان اليوم، الذين لولا اضطرارهم لدراسة أشعاره في الأدب العربي، ربما ما عرفوا سيرته وقصة حبه الجنونية، وما خلفه من إرث شعري يشكل نبراساً للأحبة.
وفي عصر تسيطر فيه سلوكيات المباهاة والغرور، والانجراف وراء مظاهر غريبة عن مجتمعاتنا، قلما تجد شاباً يتذكر أشعار قيس بن الملوح وحبه العذري لـ «ليلى العامرية»، أو يتخذ من الشعر وكلمات الحب الرقيقة وسيلة للوصول إلى قلب فتاة أحلامه، بمقدار ما يلجأ إلى أساليب تصل الى حد الخروج عن التقاليد بل والتحرش العلني كاللمس بدل الهمس، والثرثرة بدل الاتزان والحفاظ على حدود اللياقة والمعقول.
ومن يوم إلى آخر، تتزايد وتتنوع الأساليب التي يتخذ منها شباب اليوم، ذكوراً وإناثاً، وسيلة لجذب الأنظار أو البروز، غير آبهين بالمحظورات والعادات والتقاليد. ولا يختلف الشباب الفلسطيني عن غيره في أساليب جذب الأنظار، لكن أبرزها والذي فاق حدود الضرورة وبات أشبه بالهوس، هو استعمال الهاتف الخليوي بمناسبة وبغير مناسبة، قيادة السيارات في شكل جنوني، والإتيان بحركات وأفعال تصل الى حد الإخلال بالأدب.
الساحة المجاورة للمدرسة الثانوية في إحدى المدن الفلسطينية في الجليل، تتحول كل يوم سبت إلى ما يشبه حلبة سباق السيارات. عشرات الشبان يحضرون بسياراتهم المزينة برسومات تراوح بين الرموز النارية ورموز العشق. و«يتحمسون» إلى درجة يجرون سباقات جنونية في الشارع المجاور للمدرسة، ويخاطرون بأرواحهم وأرواح المارة، كل ذلك في سبيل التباهي أمام الطالبات وجذب أنظارهن غير آبهين بما يسببونه لطلبة المدرسة وسكان الحي من إزعاج.
وتجد هؤلاء الشبان يجرون بسياراتهم في شوارع المدينة وقد انبعثت منها أصوات الموسيقى والأغاني الصاخبة المزعجة، حتى في ساعات متأخرة من الليل، وإذا ما اعترضت على أسلوبهم يردون عليك بفظاظة أو يلجأون إلى العنف. وقد لقي مواطن من قرية عبلين الجليلة مصرعه قبل مدة بعد إطلاق النار عليه من جاره الشاب، لأنه «تجرأ» وطلب من القاتل احترام قواعد السير في الحي المكتظ بالسكان.
أما الهواتف الخليوية فحدث ولا حرج، إذ ان ما يسمى بظاهرة «التجغيل» والثرثرة منتشرة في الشارع الفلسطيني في شكل غير معقول. ويصعب الالتقاء بشاب أو صبية لا يحمل جهاز هاتف خليوي، ويســــتخدمه بمــناسبة ومن دونها. والأدهى من هذا كله، استخدام كاميرات الهواتف لبث أفلام وصور يتم التقاطها بإذن أو بغير إذن من صاحبها، وتصوير الفتيات في الشارع أو في مناسبة، وبث صور محرجة لهن. وقبل سنة وقعت فتاة من إحدى قرى الجليل ضحية لصديق استغل علاقتهما الغرامية الحميمة وصورها بواسطة هاتفه، في مشاهد حرجة ووزع الفيلم عبر الرسائل القصيرة، «إس. إم. إس»، ما تسبب للفتاة وأسرتها بفضيحة أخلاقية.
وبالطبع، ليست الأمور كلها سوداوية، وأمام هذه الأساليب المزعجة تظهر أساليب رقيقة في جماليتها يتبعها الشبان لجذب الأنظار أو التقرب من الأحبة. ومنها تبادل الرسائل الرقيقة عبر الإنترنت، والمشاركة في منتديات ولقاءات شبابية، ثقافية وفنية، وفعاليات مشتركة تقرب القلوب.
ويعتبر موقع «الفيس بوك» من الظواهر المنتشرة بين شبان اليوم، حيث تجد مئات الشبان والصبايا العرب، وبينهم الكثير من الشباب الفلسطيني، الذين يتبادلون الخواطر الأدبية وقصائد الحب الحديثة بل ومواضيع سياسية من وجهة نظر شبابية. وفي استقطاب لآراء عدد من الشبان والصبايا الفلسطينيين، الذين يلتقون عبر هذا الموقع.
ولعل ما قالته سماح، يعكس هذه الروح الأخلاقية الجميلة التي يتحلى بها هؤلاء الشبان: «نفتقد في بلدنا إلى البرامج الثقافية والتربوية والنوادي المشجعة للمواهب، وأنا كمحبة للغناء وكتابة القصائد الجأ إلى هذا الموقع لنشر نتاجي، وردود الفعل التي أتلقاها من أصدقائي وصديقاتي تشجعني كثيراً وأشعر معها باحترام الشبان لي كإنسانة وكمبدعة وليس كرمز جنسي».