الاثنين، 10 نوفمبر 2008

شباب فلسطين في خطر على الطرقات وإسرائيل تقلص موازنة مكافحة الحوادث

شفاعمرو – وليد ياسين الحياة - 10/11/08//
في معطيات نشرتها الجمعية الإسرائيلية «ضوء أخضر» التي تحارب حوادث الطرق داخل منطقة 48 (في الوسطين اليهودي والعربي الفلسطيني) تبرز في شكل مقلق نسبة القتلى الفلسطينيين التي تراوح بين 35 و 37 في المئة من عدد القتلى، أي ما يزيد بنسبة 17 في المئة تقريباً عن نسبة الفلسطينيين من مجمل السكان داخل منطقة 48، وتتزايد نسبة ضحايا حوادث الطرق الفلسطينيين في مجال الإصابات بجروح خطيرة جراء حوادث السير لتصل إلى 41 في المئة. لكن ما يضاعف القلق إزاء هذه المعطيات هو نسبة الشبان الفلسطينيين الذين دفعوا بأرواحهم ثمناً لحرب الشوارع التي بلغ عدد ضحاياها 30 ألفاً منذ عام 1948، ويستدل من هذه المعطيات ان القتلى العرب الذين تراوح أعمارهم بين صفر و19سنة، تصل إلى 78 في المئة من مجموع القتلى. وتعترف جمعية «ضوء أخضر» بأن المسببات الأساسية لازدياد حوادث السير في المجتمع العربي الفلسطيني في منطقة 48، تكمن في البنى التحتية المتهرئة للشوارع في البلدات العربية، وانعدام الإضاءة وغياب الفصل بين المناطق المعدة لسير المركبات وتلك المخصصة للمشاة، إضافة إلى النسبة الكبيرة للشاحنات، وقلة الإرشاد للسائقين والمشاة، واستهتار السائقين، والمشاة أيضاً، بخاصة الشبان، بقوانين السير والحذر على الطرق، وكذلك القيادة الخطرة للشبان في ساعات الليل، بخاصة تحت تأثير الكحول. وتضيف الجمعية إلى هذه المسببات كلها، مسبباً أساسياً يرتبط بتدني الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية للمجتمع العربي الفلسطيني داخل إسرائيل، ما يجعل نسبة كبيرة من السائقين العرب يستخدمون سيارات قديمة، لا تتم صيانتها في الشكل المطلوب.
هذه المعطيات التي طرحت في تقرير صدر للجمعية عشية يوم دراسي عقد في مدينة الناصرة، تستبق النشاط المركزي للجمعية الذي سيقام في الخامس والعشرين من تشرين الثاني (نوفمبر) الجاري، تضامناً مع ضحايا الطرق، والذي يجرى تنظيمه تحت شعار «30 ألف قتيل على الطرق – رقم لا أستطيع التعايش معه». ويقول المدير العام للجمعية شموئيل آبو آب ان:«الحملة تدعو السائقين إلى إيقاف حركة المركبات في هذا اليوم، وتوجيه رسالة صارخة من الجمهور تطالب الحكومة الإسرائيلية بتكثيف محاربة حوادث الطرق».
ويضيف: « نشهد تدهوراً كبيراً في حال الأمان على الطرق على مختلف الجبهات. فمنذ عام 1948 قتل على الشوارع 30 ألف مواطن ولا أحد ينبس ببنت شفة أو يحتج، وبينما يتزايد عدد القتلى من عام إلى آخر نجد الحكومة تعمق استهتارها وتقرر تقليص مبلغ 200 مليون شيكل من موازنة مكافحة حوادث الطرق، وتتهرب من تطبيق توصيات اللجنة التي كلفت التحقيق في مسببات حوادث الطرق، كما ترفض تطبيق الخطة الوطنية للأمان على الطرق، ما يعني استهتارها بحياة المواطنين، وبمستقبل البلاد ، ذلك ان نسبة كبيرة من ضحايا حوادث الطرق هم من الجيل الشاب».
من جهته يضيف الدكتور جمال زحالقة، النائب في البرلمان الإسرائيلي إلى مسببات حوادث الطرق التي أوردتها الجمعية، مسبباً آخر لازدياد عدد القتلى العرب في حوادث الطرق، هو ان غالبية حوادث الطرق التي يسقط فيها الضحايا العرب تقع على الطرقات أثناء سفر الشبان العرب من وإلى أماكن العمل البعيدة من أماكن سكناهم بسبب شح فرص العمل في مناطقهم أو في محيط بلداتهم. ويطالب زحالقة الجهات المسؤولة في المجتمع الفلسطيني في الداخل بزيادة التثقيف في المدارس على الاحتراس على الطرق، مضيفاً: «علينا الاعتراف بوجود أزمة في تعامل عدد كبير من شباننا مع أنظمة السير والقيادة الآمنة على الطرقات». في المقابل تحمل الدكتورة غيلا ميلر، أستاذة العلوم الاجتماعية في جامعة بار ايلان الإسرائيلية، الأهالي مسؤولية استهتار أولادهم بأنظمة السير. وتقول ان دراسة أكاديمية تثبت ان الشبان يميلون إلى تقليد ذويهم في قيادة السيارة. وتضيف ان الدراسة التي فحصت سلوك 130 سائقاً شاباً وذويهم على الطرقات حددت أربعة أنواع لقيادة السيارة: قيادة خطيرة، مقلقة، عدوانية وحذرة. وتبين وجود علاقة واضحة ومباشرة بين سلوك الأهالي وأولادهم في الشارع. ولذلك تقول: «هناك حاجة ملحة إلى تفهم الأهالي بأنهم يشكلون نموذجاً لأولادهم ويجب ان يكونوا الموجهين لهم أثناء قيادة السيارة».

ليست هناك تعليقات: